حي الممدارة في مدينة عدن

الملخص:

تعد الظواهر السكانية وارتباطها المكانية المجال الرئيسي الذي ‏تهتم به جغرافية السكان لكونها فرع من فروع الجغرافية التي لا تدرس ‏الإنسان بعيداً عن بيئته بل تدرسه في علاقته واتصالاته وتبادل تأثيراته ‏معها .‏

ولا غرابة في أن ينصب اهتمام الجغرافيين إلى جانب الاجتماعيين ‏والاقتصاديين وغيرهم بالدراسات السكانية توفراً قدراً مهما من المعرفة ‏بحجم السكان وتوزيعهم وتباين خصائصهم وتركيبهم النوعي والعمري ‏والثقافي والاقتصادي ،فضلاً عن حركات السكان الطبيعية والمكانية سواء ‏المحلية منها أو الخارجية ،أثر العوامل المحددة لنمو السكان ومدى تأثر ‏ذلك تأثيره في الارتقاء الوظيفي من خلال علاقاتهم بالموارد الاقتصادية ‏المتاحة لتوفير أفضل قدر ممكن من التوازن بين السمات البيئة .‏

ونتيجة تزايد النمو السكاني في مدينة عدن عامة وحي الممدارة خاصة ‏والتي أصبحت ظاهره يجابها الإدارة المحلية بالمدينة خلال العقد الأخير ‏من القرن الماضي وإلى يومنا هذا لما له من نتائج عكسية ديموغرافية واقتصادية ‏سواء أكان على مستوى مدينة عدن أم حي الممدارة ،ونظر ًلكون ‏التنمية الحضرية في مدينة عدن تعود إلى لدية الخمسينيات من القرن ‏الماضي والناجمة عن التطور في النشاط الاقتصادي ولما تمتع به من ‏موقع جغرافي واستراتيجي مهمين مما زادها أهمية بوصفها أولى واهم ‏المناطق الحرة في اليمن بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990 م ‏،وتوسعها مما كان لذلك التوسع أثراً على حي الممدارة .‏

على الرغم من أهمية موضوع السكان فأن كتب عن محافظة أو مدينة ‏عدن لا يتناسب مع تلك الأهمية لما تشهده مدينة عدن من تحولات كبيرة ‏في مختلف المجالات ،اقتضى وضع بحوث ودراسات شاملة وتفصيلية ‏على مستولى وحداتها الإدارية الصغيرة لكي لا يتسنى للمسئولين اتخاذ ‏قرارات مبنية على رؤية واضحة في معالجة قضايا التنمية والسياسة ‏السكانية . ‏

ونظراً لأهمية مشكلة ظاهرة نمو سكان حي الممدارة المتسارع خلال العقد ‏الأخير من القرن الماضي الناجم عن النمو الطبيعي والحركة المكانية ‏المتمثلة بالحركة المحلية والهجرة الداخلية لكون هذا الحي يعد من ‏الأحياء الحديثة النشأة الجاذبة للسكان حيث شهد توسعًا مكانياً سريعاً في ‏الوقت الحاضر وإمكانية توسعة مساحياً استجابة للاستعمالات الحضرية ‏المختلفة ولكون الباحث احد أبناء هذا الحي فقد أتخذ من سكان حي ‏الممدارة موضوعاً لأطروحته لاسيما أننا يمكن وصفة نموذجاً وتعميمه ‏على الكثير من التجمعات السكانية في مدينة عدن والمدن اليمنية الأخرى ‏لما له من أهمية من الناحية التطبيقية وبما يقدمه من مؤشرات ‏ومعطيات قد لا توفرها نتائج التعداد السكاني .‏

يهدف البحث الكشف عن خصائص الحي سكانياً من خلال معدلات نمو ‏السكان وتركيبهم العمري والنوعي والتعليمي والاقتصادي والتباين ‏المكاني بين حاراته من خلال المتغيرات المؤثرة كالمواليد والوفيات ‏والحركة المكانية المحلية الموجبة وصافي الهجرة الموجب ولمتابعة ‏الأسس التي قامت عليها الدراسة فهذه نبذة مختصرة على منطقة الدراسة ‏وأهمية موقعها بالنسبة لمدينة عدن .‏

يتبع حي الممدارة إداريا مديرية الشيخ عثمان ويشغل القسم الشرقي منها ‏هذه المديرية تابعة لمدينة عدن الخارطة بمساحة تقدر 170 هكتار وبلغ ‏عدد سكانه 15163نسمة عام 1994م بنسبة 22.78%من إجمالي سكان ‏مدينة عدن البالغ 398399نسمة عام 2001م بمعدل سنوي ‏‏9.70%للمدة 1994%للمدة 1994م -2001م.‏

ويتكون حي الممدارة من تسع حارات وهي 27 ابريل (الممدارة المقدمة ‏‏)وعنتر والملقاط وو22مايو و7يوليو ومساكن الجيش وحي الشعبي ‏الأول والحي الشعبي الثاني خارطة (2) ويشغلها من المساكن ‏‏4052 مسكنا حتى عام 2001م (3).‏

ونظراً للمصادرة الرسمية ذات العلاقة بمحافظة عدن وهي عامة ‏ولا تتضمن من البيانات الإحصائية التفصيلية المتمثلة بالتعددات ‏والدراسات والبحوث والتي تعالج ديموغرافياً واقتصادياً واجتماعيا تتميز ‏بكونها على مستوى الوحدات الكبيرة والمتمثلة بالمحافظات دون أن ‏تحتوي على البيانات التفصيلية على مستوى الوحدات الصغيرة ‏‏(المديريات والأحياء).‏

ولاستكمال متطلبات البحث وتحقيق هدفه اعتمد البحث على الدراسة ‏الميدانية في حي الممدارة وبإتباع طريقة العينة المنتظمة التي هي الأخذ ‏بخامس مسكن، وعلية بلغ عدد المساكن المشمولة بالعينة 900 مسكناً ‏بنسبة 19.99% من أجمالي مساكن الحي منها 795مسكناً مسكوناً بنسبة ‏‏88.33%ويقيم فيها 977 أسرة بلغ عدد سكانها 5858نسمة وبنسبة ‏‏20.21%من إجمالي سكان الحي 28990 بسمة في حين بلغ عدد ‏المساكن غير المسكونة 105مسكناً بنسبة 11.66%من أجمالي سكان ‏العينة .‏

لقد تضمنت استمارة العمل الميدان متغيرات كثيرة تخدم البحث لها علاقة ‏بالمواليد والوفيات والحركة المكانية وتركيب السكان العمري والنوعي ‏والتعليمي والاقتصادي والمتمثل بالقوى العاملة وحالة المسكن وتوزيعهم ‏محلياً وعلى مستوى الحارة الواحدة السكنية,علماً أن هذه البيانات لا تخلو ‏من الأخطاء غير المقصودة من قبل سكان حي الممدارة لاعتبارات ‏ضعف إدراكهم عن أهمية البحث من جهة ووجود أخطاء في وثائق ‏الأحوال الشخصية مثل تحديد العمر وعمر الزواج أو مستوى التعليم ‏والمهنة والإحصائيات الحيوية المتعلقة بالمواليد والوفيات وقد أنعكس ذلك ‏ما بذلة الباحث من جهداً كبيراً في توزيع الاستمارات ومراجعتها ‏وتفريغها في جدوال تخدم الغرض الإحصائي بالبحث والذي أستغرق مدة ‏سنة

أعتمد البحث على المنهج الاستقرائي القائم على الانطلاق من الجزء إلى ‏الكل المستند إلى رصد الظواهر المتعلقة بموضوع البحث ومتابعة ‏المتغيرات السكانية في حي الممدارة فضلاً عن اعتماد البحث على ‏الأسلوب الكمي في تحليل البيانات للوصول إلى نتائج أكثر دقة ,لذا فقد ‏أستخدم الباحث البرنامج الإحصائي ‏‎ SPSSلتسهيل عملية التفريغ ‏ولمعرفة أهم المتغيرات المؤثرة فغي خصائص السكان حي الممدارة بين ‏المتغير التابع والمتغيرات المستغلة لإيجاد ترابط .‏

قد عالج الباحث موضوع البحث في خمسة فصول .تناول الفصل الأول ‏الخصوبة وتباينها المكاني والعوامل المؤثرة في معدلاتها والكشف عن ‏أهم المتغيرات فيها ,وفيما عالج الفصل الثاني دراسة الوفيات والعوامل ‏المؤثرة بمعدلاتها ايجابيا أو سلبيا مع التركيز على وفيات الأطفال ‏الرضع والأطفال اقل من 5 سنوات وتباينها المكاني ,وتركيب الوفيات ‏الخام العمري وأسباب الوفاة وتوزيعها حسب النوع ,وتضمن الفصل ‏الثالث نمو السكان متناولا النمو الطبيعي والحركة المكانية الموجبة والتي ‏قسمت إلى حركة مكانية محلية ووصافي الهجرة (الداخلية والخارجية ‏‏) لمعرفة أي العناصر تأثيرا في النمو الإجمالي فضلاً عن إسقاطات ‏السكان .‏

أما الفصل الرابع تناول تركيب السكان النوعي والعمري والتعليمي ‏والاقتصادي لمعرفة الهرم السكاني والحالة التعليمية والقوى العاملة ‏والأنشطة الاقتصادية فضلا عن نسبة الإعالة وأشتمل الفصل ‏الخامس على التوزيع الجغرافي للسكان حسب الحارات والمسكن ‏والحيازة للوصول إلى كثافة السكان سوى كان على أساس المساحة أو المسكن ومدى تأثير ذلك التوزيع في الحي لمعرفة ميل ‏السكان للتشتت أو التركيز أما الجز الأخير فقد تضمن الخاتمة وتناولت ‏الاستنتاجات والتوصيات التي قد تسهم في حل مشكلة السكان محلياً ‏

وعسى أن أكون قد أديت عملاً نافعاً في مجال البحث العلمي الجغرافي ‏والله من وراء القصد ...ومنة التوفيق . ‏

يعطيكـ العافية